info@assayad.com     +971 2 443 7475     +971 777 55 33
العدد 3907
 - 
الأحد ٢٨ - أبريل - ٢٠٢٤ 
ABU DHABI
ABU DHABI
الأحد ٢٨ - أبريل - ٢٠٢٤  /  العدد 3907
الأرشيف
تابعونا على فيس بوك
تابعونا على تويتر
أخبار عربيّة
الزمان : 4 آب أغسطس 2020
المكان: مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت
التوقيت : الساعة 6 بالتوقيت المحلي (3 بتوقيت غرينيتش)
الحدث: انفجار هائل يعادل أكثر من 300 طن من المتفجرات
الحصيلة : 170 شهيداً .. 6 آلاف جريح.. عشرات المفقودين.. مئات الآلاف من المشردين.
الخسائر : 10 إلى 15 مليار دولار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لم يشهد لبنان منذ إنشائه في العام 1920 يوماً يشبه ما حصل له يوم الرابع من أغسطس 2020.. حيث صدم اللبنانيون بحدث لم يستطيعوا استيعابه وفهمه في الدقائق الأولى.. انفجار هائل محا مرفأ بيروت من الوجود.. وما اتصل بهذا الانفجار وما أحاط به من عوامل جعلت مقاربته على قدر كبير من والتعقيد..
العنبر رقم 12
حسب المعطيات الأولية وشهادة المواطنين سبق وقوع الكارثة حريق واسع في مرفأ بيروت، وأظهرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي سحابة دخان أبيض تنبثق من العنبر رقم 12 في مستودع يقع مقابل أهراءات (صوامع) خزن حبوب ضخمة في المرفأ.. وبعد الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (الثالثة بتوقيت غرينيتش) بقليل اشتعلت النيران في المستودع، وكان هناك انفجار أولي كبير أعقبته سلسلة انفجارات صغيرة بدت بحسب بعض شهود العيان أشبه بالألعاب النارية.. وبعد نحو 30 ثانية، حدث انفجار مهول أرسل في الهواء سحابة ضخمة على شكل فطر وانتشر عصفه ودويه في المدينة.. وأدى الانفجار الثاني إلى تدمير البنايات القريبة من المرفأ وتسبب في دمار وأضرار في الكثير من أحياء العاصمة الأخرى، التي يقطنها نحو مليوني نسمة.. وغصت المستشفيات بسرعة بضحايا الانفجار من جرحى وقتلى.. وقد صرح محافظ بيروت مروان عبود أن عدداً كبيراً من السكان يصل إلى 300 ألف نسمة باتوا بلا مأوى ، وقد يصل مجمل الخسائر إلى نحو 10 إلى 15 مليار دولار.
ما حجم الانفجار؟
دمر الانفجار منطقة رصيف الميناء، وخلف حفرة يقدر عرضها بنحو 140 متراً وقد امتلأت بمياه البحر.. وقد سويت بالأرض المستودعات التي اشتعلت فيها النيران أولياً والانفجارات لاحقاً، كما تعرضت أهراءات الحبوب (صوامع الخزن) المجاورة لها إلى أضرار كبيرة.. وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية مشهد دمار كبير في منطقة الميناء وقد بدت إحدى السفن فيها قد قذفت خارج مياه البحر لتسقط على الرصيف من شدة عصف الانفجار.. وقد تكسر من جراء دوي الانفجار زجاج النوافذ في بوابة المسافرين في مطار بيروت الدولي الواقع على بعد نحو تسعة كيلومترات عن موقع الانفجار في مرفأ بيروت..بينما سُمع دوي الانفجار في جزيرة قبرص الواقعة على بعد 200 كيلومتر في البحر الأبيض المتوسط.. وقال خبراء الزلزال في مركز المسح الجيولوجي في الولايات المتحدة الأمريكية إن قوة الانفجار تعادل هزة أرضية بدرجة 3.3 على مقياس ريختر.
أسباب الانفجار
ألقى كبار المسؤولين اللبنانيين باللائمة على انفجار 2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم، التي قالوا إنها خُزنت بطريقة غير آمنة في مستودع في الميناء.. وكانت كمية مماثلة من مادة نترات الأمونيوم وصلت على متن سفينة شحن تحمل علم مولدوفا تدعى MV Rhosus وقد رست في مرفأ بيروت في عام 2013 جراء مشكلات تقنية أصابتها، وكانت في رحلة من جورجيا إلى موزمبيق.. وقد فتشت السلطات السفينة ومنعتها من المغادرة، وبعد فترة قصيرة تخلى عنها مالكوها، بحسب نشرة "شب أريستد دوت كم" المهتمة بأخبار احتجاز السفن البحرية.. وأفيد لاحقاً بمصادرة شحنة السفينة ونقلها إلى مستودع في الميناء لأسباب تتعلق بالسلامة، وكان يجب أن تُعرض للبيع في مزاد أو يتم التخلص منها.
ونترات الأمونيوم مركب كيميائي بلوري عديم الرائحة يشيع استخدامه كسماد زراعي، وحين يمتزج بزيوت الوقود يؤدي إلى تفجيرات كثيراً ما يتم اللجوء إليها في أعمال البناء والتعدين، كما استخدمته جماعات مسلحة لصنع متفجرات.. ويقول خبراء إن مادة نترات الأمونيوم مادة آمنة نسبياً إذا خزنت بشكل صحيح، ولكن عند ترك كمية ضخمة من هذه المادة لفترة طويلة تبدأ في التحلل.
وقالت أندريا سيلا، أستاذة الكيمياء في كلية لندن الجامعية لـ"BBC ": المشكلة الحقيقية إن قطرات من الرطوبة تتكثف وتمتصها هذه المادة بمرور الزمن ما يتسبب في تحولها في النهاية إلى كتلة صلدة أشبه بصخرة كبيرة".. وهذا ما يجعلها أكثر خطورة لأن النيران إذا وصلتها سيكون التفاعل الكيميائي أكثر كثافة بكثير.. وارتبطت مادة نترات الأمونيوم بعدد من الحوادث الصناعية المميتة؛ ففي عام 1947 انفجرت سفينة شحن تحمل 2000 طن منها في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، ما أسفر عن مقتل 581 شخصاً.. ويبدو أن نيراناً قد تسببت في انفجار نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر قولها إن النيران بدأت جراء أعمال لحام كانت تُجرى في عنبر رقم 12 من المستودع.. بينما أكد مدير مرفأ بيروت، حسن قريطم، أن أعمال صيانة كانت تجرى لباب المستودع قبل الانفجار.. ونقلت محطة CNN عنه قوله في تصريح : "أمن الدولة طلب إصلاح باب المخزن، وقد قمنا بذلك في الظهيرة، ولكن ليست لدي أي فكرة عما حدث بعد الظهيرة".
أنقاض تعادل وزن برج إيفل
أزال جنود لبنانيون وفرنسيون كمية ضخمة من الأسمنت والفولاذ تعادل وزن "برج إيفل" خلال أربعة أيام فقط من العمل في مرفأ بيروت، وفق ما أعلن مسؤول عسكري فرنسي.. وتركز العمل مؤخراً على رفع الركام من الأجزاء الأكثر تضرراً في مرفأ بيروت، الذي تحول بمعظمه إلى أشبه بساحة خردة ضخمة .. ونقلت "فرانس برس" عن اللفتنانت الفرنسي بولان الذي ينسق عمليات التنظيف في المرفأ، "احتاج الأمر أربعة لإزالة ثمانية آلاف طن من الاسمنت والفولاذ".. وأضاف بولان من وحدة الهندسة المدنية في الجيش الفرنسي والتي وصلت قبل أيام إلى مرفأ بيروت، أن هذه الكمية "تساوي وزن برج إيفل".
وبعد نحو عشرة أيام على وقوع الانفجار، وصلت حاملة المروحيات "تونير" التابعة للبحرية الفرنسية إلى مرفأ بيروت، وعلى متنها مجموعة هندسية من القوات البرية تضم 350 عنصراً، ومفرزة غواصين للتثبت من عدم وجود حطام يصعّب الوصول إلى المرفأ.
وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع على وقوع الانفجار، لا يزال المرفأ ساحة مليئة بالسيارات المكسرة والحاويات المتضررة والمستودعات المدمرة.. ويعمل جنود فرنسيون ولبنانيون على رفع البضائع المتناثرة وفرزها ليتمكن التجار وشركات التأمين خلال الأيام المقبلة من تقدير الخسائر.
التحقيقات تأخرت و"الكبار آمنون"
مرت أكثر من شهرعلى الانفجار الهائل الذي دوى في العنبر رقم 12 من مرفأ بيروت، وأدى إلى مقتل نحو 180 شخص وجرح أكثر من 6500 شخص وتشريد مئات الآلاف، وتدمير أكثر من ثلث العاصمة اللبنانية.. ولا تزال فرق الدفاع المدني وعناصر الإنقاذ تواصل البحث تحت أنقاض الانفجار، وتتحدث أرقام غير رسمية عن أن نحو 50 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين منذ كارثة الرابع من أغسطس.
وتتواصل التحقيقات في هذه القضية من قبل القضاء العدلي، فيما لم يستمع المحقق العدلي حتى الساعة لوزراء الأشغال السابقين ولوزراء المال والعدل وكبار المسؤولين.. ومؤخراً أصدر المحقق في قضية انفجار الميناء القاضي فادي صوان، مذكرتي توقيف، ليرتفع عدد الموقوفين إلى 25 من بينهم مسؤولون عن المرفأ وإدارة الجمارك.
وبعد ورود معلومات مؤكدة عن معرفة كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المستقيل حسان دياب بشحنة نترات الأمونيوم القابلة للانفجار في المرفأ، لم يستمع القضاء لهما، وهو أمر يطالب به معارضون وأهالي المتضررين، متهمين كبار المسؤولين بعلمهم بالشحنة المميتة من دون أن يحركوا ساكناً.. وفيما تشير المراسلات الإدارية والأمنية إلى أن الجميع كان يعلم بخطورة هذه الشحنة، يقول متابعون إن البيروقراطية الإدارية والإهمال ساهما في انفجار مرفأ بيروت.
ونشرت صور على وسائل إعلام محلية من داخل العنبر رقم 12 في المرفأ، ظهرت فيها أكياس نترات الأمونيوم مخزنة بطريقة غير مطابقة للمواصفات، وتظهر الصور أكياساً ممزقة تحمل أطناناً من المادة المنفجرة التي وضعت داخل العنبر رقم 12 بطريقة عشوائية.. وتتعدد فرضيات الانفجار حتى "الساعة" بانتظار نتائج التحقيق الذي يشارك فيه محققون فرنسيون وعناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي.
الأضرار كارثية
تلملم المناطق المتضررة الأضرار الهائلة الذي تسبب بها الانفجار، ويتكشف يومياً حجم الدمار الذي لحق بالمنازل والطرقات والشوارع والأحياء المحيطة بمنطقة المرفأ.. وقال مهندسون إن نحو 6 آلاف مبنى يحوي أكثر من 30 ألف وحدة سكنية، تضررت جراء انفجار بيروت.. وتقول أرقام شبه رسمية إن الانفجار شرد أكثر من 300 ألف شخص من منازلهم، بفعل الأضرار الشديدة التي لحقت بالأبنية والوحدات السكنية.
وتبدو الأحياء الملاصقة للمرفأ والقريبة منه كمناطق منكوبة، حيث يجري العمل على تنظيف الشوارع وترميم المباني والوحدات السكنية بشكل أولي من قبل ناشطين ومتطوعين ومنظمات غير حكومية.. وتعمل مجموعات من المتطوعين على تركيب النوافذ والأبواب وإزالة الركام داخل المنازل المتضررة، فيما طلبت السلطات إخلاء عشرات المباني والشقق المهددة بالسقوط بفعل الأضرار الكبيرة التي لحقت بها من جراء الكارثة.
المساعدات مستمرة
ويقوم الجيش اللبناني بتوزيع المساعدات على العائلات المتضررة في منطقة الانفجار ومحيط المرفأ، فيما تواصل دول عربية وغربية إرسال المعونات العينية والغذائية والطبية واللوجستية للشعب اللبناني.. وبحسب الجيش، فقد وصل أكثر من 192 طائرة من 42 دولة إلى مطار بيروت، إضافة إلى 5 بواخر تحمل مساعدات، وتسلم الجيش حمولتها وسلم السفارات والجمعيات الكميات المخصصة لها بموجب مستندات موقعة.
وقامت وحدات الجيش بتوزيع ما لديها من حصص غذائية في المناطق المنكوبة، وبلغت أكثر من 40 ألف حصة، على أن تستأنف توزيع مساعدات أخرى فور تسلمها لشحنات جديدة.. ووزعت الأفران الخبز مجاناً على سكان المناطق المتضررة بعد حصولها على الطحين من الجيش اللبناني.. لكن سكان مناطق مار مخايل والجميزة والمدور والكرنتينا القريبة من المرفأ، يشكون غياب الدولة والأجهزة المختصة عن مناطقهم، خصوصا فيما يتعلق بمسح الأضرار وتقييمها، ويقول كثيرون إنهم وُعدوا بتلقي مساعدات فورية لإصلاح منازلهم لكن ذلك لم يتحقق.
ويعمل المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والأفراد على مساعدة عشرات الآلاف من المتضررين لإصلاح منازلهم، أو لتوفير مساكن مؤقتة بديلة إلى حين ترميم ما دمر، وسط مخاوف من أزمة أكبر مع اقتراب فصل الخريف وموسم الأمطار.
مرافق بيروت الصحية "خارج الخدمة"
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 50 في المئة من 55 عيادة ومركزاً صحياً أجرت تقييماً لها في بيروت أصبحت خارج الخدمة، بسبب انفجار المرفأ المدمر.. وقال ريتشارد برينان، مدير الطوارئ للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط في القاهرة: "بعد تقييم 55 مستشفى ومركزاً صحياً في العاصمة اللبنانية (..) نعلم الآن أن أكثر من 50 بالمائة لا تعمل".. وأضاف أن "ثلاث من المستشفيات الكبرى على الأقل في بيروت تعطلت بسبب الانفجار"، و"ثلاث مستشفيات أخرى تعمل بطاقة أقل من المعتاد".. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن برينان قوله "هذا يعني أننا فقدنا حوالى 500 سرير".
وكان مشهد المستشفيات مروعاً بعد الانفجار، إذ تدفق الجرحى الى مستشفى القديس جاورجيوس الذي اضطر لإجلاء كل مرضاه وقتل فيه عدد من أفراد طاقمه الطبي.. بينما انتظر مصابون لوقت طويل دورهم أمام مستشفى كليمنصو لتلقي العلاج.. واضطر عدد من الجرحى الى الانتقال من مستشفى الى آخر وصولا الى مستشفيات بعيدة جدا عن العاصمة للحصول على العلاج، بسبب عدم قدرة مستشفيات بيروت على الاستيعاب وإعطائها الأولوية للحالات الحرجة.
وطالب مسؤول منظمة الصحة العالمية السلطات اللبنانية بـ"إعادة تشغيل هذه المرافق الصحية بأسرع ما يمكن حتى نتمكن من تلبية الاحتياجات الناجمة عن جائحة كوفيد- 19 بالإضافة إلى احتياجات المجتمع الصحية الأساسية الأخرى".. وجاء الانفجار ليضاف الى أزمة اللبنانيين المعيشية، إذ تعاني البلاد من أسوأ انهيار اقتصادي في تاريخها فاقمته تدابير الاغلاق العام جراء وباء كوفيد-19 الذي سجّلت الإصابات به معدلاً قياسياً الثلاثاء بأكثر من 300 حالة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كادر
انفجار مرفأ بيروت .. الرابع في العالم
بات انفجار مرفأ بيروت معياراً لقياس قوة الانفجارات في العالم.. حيث قورنت قوة الانفجار بأشد أنواع القنابل التقليدية قوة وفتكاً، وهو ما قامت وكالة "رويترز" بالفعل في تقرير جديد.. فقال رولاند ألفورد، العضو المنتدب لشركة "ألفورد تكنولوجيز" وهي شركة بريطانية متخصصة في التخلص من الذخائر المتفجرة، إن انفجار بيروت الذي وقع في 4 أغسطس "ربما يكون من أكبر الانفجارات غير النووية في كل العصور".. وقدر الخبراء حجم الانفجار بما يعادل 200 إلى 300 طن من المتفجرات شديدة الانفجار، بحسب تقرير "رويترز" التي وضعت قوة انفجار بيروت في المركز الرابع ضمن قائمة بأشد الانفجارات، تشمل 18 انفجاراً.
1- انفجار قنبلة "ليتل بوي" التي ألقيت على هيروشيما في عام 1945.
2- انفجار هاليفاكس في كندا عام 1917، والذي ساوى انفجار 2,900 طن من المتفجرات.
3- انفجار أوباو بألمانيا عام 1921، والذي نجم عن انفجار سماد نترات وكبريتات الأمونيوم في مصنع أوباو، وأدى إلى مقتل 565 شخصا، وقد عادلت قوة الانفجار 1000 طن من المتفجرات.
4- انفجار بيروت في المركز الرابع حيث عادلت قوة انفجاره أكثر من 300 طن من المتفجرات.



اخترنا لكم