info@assayad.com     +971 2 443 7475     +971 777 55 33
العدد 3907
 - 
السبت ٢٧ - أبريل - ٢٠٢٤ 
ABU DHABI
ABU DHABI
السبت ٢٧ - أبريل - ٢٠٢٤  /  العدد 3907
الأرشيف
تابعونا على فيس بوك
تابعونا على تويتر
وجهات نظر
تاريخ غني وقائد جديد

عُمان تسير على الطريق الصحيح لمستقبل مزدهر
محمد محفوظ العارضي

* كان السلطان قابوس يعتقد أن خليفته سيضيف بعداً جديداً إلى مسيرة التنمية في عُمان
في 10 يناير/ كانون الثاني 2020، توفي حاكم عُمان السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد، البالغ من العمر 79 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً عظيماً بني على مدى خمسة عقود حافلة بالأحداث.. خلال فترة حكمه، استخدم السياسي المحنك وصانع السلام العالمي الشهير حكمته ومعرفته الواسعة لبناء أسس التقدم في جميع أنحاء عمان وتحسين حياة شعبها، مع تقديم دعم قيم لحلفاء البلاد من المنطقة وخارجها، وقد اتبع الراحل السلطان قابوس سياسة محايدة حكيمة وغالباً ما لعب دور الوسيط بين الدول، وكان هذا نهجاً تكتيكياً في عالم سريع التغير، حيث يمكن أن تؤدي الصراعات إلى توترات، وأن يكون لها أثر ضار طويل الأجل على جميع الدول المعنية.

كان الراحل السلطان قابوس مهتماً اهتماماً عميقاً بالتراث العماني والعربي والديني، فضلاً عن اللغة العربية والأدب والتاريخ، وخلال حياته، دعم العديد من المشاريع الثقافية التي أطلقتها أو نفذتها منظمات إقليمية وعالمية.. وتشمل مساهماته في هذا المجال موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية، ومشاريع التمليك القرآني في جميع أنحاء المنطقة العربية، كما أسس جائزة السلطان قابوس للحفاظ على البيئة - وهي جائزة تقام كل سنتين برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) - وساهم في مبادرة اليونسكو "دراسة متكاملة لطرق الحرير: طرق الحوار".. وكان السلطان الراحل يؤمن إيماناً راسخاً بالحوار والحلول السلمية، وفي هذا السياق، أطلق مشروع إعلان السلطان قابوس بشأن القيم الإنسانية الموحدة الذي يهدف إلى تعزيز التفاهم والعلاقات الودية بين شعوب العالم.
إن تطوير المواهب المحلية وتزويد المواطنين العمانيين بالأدوات اللازمة لبناء مستقبل أفضل كان دائماً أولوية قصوى بالنسبة له.. وقد خلف الحاكم الراحل وراءه أمة قادرة ومسالمة ومستقرة ومزدهرة وستواصل إرثه، فاختار السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطاناً جديداً لعمان، وأعرب عن اعتقاده الراسخ بأن خليفته سيضيف بعداً جديداً إلى مسيرة التنمية في أمتنا.
وسبق للسلطان هيثم أن شغل عدة مناصب رفيعة المستوى أعدته لمنصبه الحالي وزودته بالخبرة اللازمة في الشؤون الخارجية وكذلك في الحفاظ على التراث والثقافة الوطنية، وكان من بين هذه المناصب: وزير التراث والثقافة، والأمين العام في وزارة الخارجية، والمبعوث الخاص للسلطان الراحل قابوس، كما ترأس اللجنة الرئيسية لرؤية عُمان 2040، حيث اكتسب نظرة ثاقبة على ماضي البلاد وحاضرها ومستقبلها، فضلاً عن فهم شامل لاحتياجات مواطنيها وأهمية بناء القدرات الوطنية والحوار الدولي.
لقد أيد السلطان هيثم دائماً المبادئ التي حكمت العلاقات الدولية لعمان في عهد سلفه، مثل عدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى، وكونها جارة جيدة، وحل النزاعات سلمياً، وتعزيز الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم.. ففي 23 شباط/فبراير، خاطب السلطان هيثم الأمة وطمأننا إلى التزامه ولفريقه بمواصلة رؤية السلطان الراحل قابوس، حيث شعر العمانيون في جميع أنحاء البلاد بشعور عميق من الفخر.. حيث حدد قائدنا الجديد أولوياته للأشهر والسنوات القادمة التي تستعد لبدء عهد جديد من الازدهار لأمتنا.
وشدد على أهمية مراجعة المالية العامة واستخدامها لصالح جميع العمانيين، وأعرب عن نيته خفض الدين العام، الذي ارتفع بنسبة مذهلة بلغت 60 في المائة تقريباً في العام الماضي، مقارنة بنسبة 15 في المائة في عام 2015، وعلاوة على ذلك، أعلن سلطان هيثم عن خططه لإعادة هيكلة الشركات المملوكة للحكومة وكيانات القطاع العام بهدف تعظيم قدرتها على خدمة شعب عمان ودفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي.. ووعد بالتصدي للتحديات المتعلقة ببطالة الشباب، وأشار إلى أن قطاعات التعليم والبحث والتطوير ستكون من بين مجالات التركيز في جهود الحكومة .
ونحن على ثقة بأن السلطان هيثم سينجح في قيادة مسيرة التنمية المستدامة في سلطنة عمان التي تبني على تاريخنا اللامع، وننقل إليه أطيب تمنياتنا وآمالنا الكبيرة وهو يتولى دوره الاستراتيجي في توجيه سلطنة عمان والمنطقة العربية الأوسع نحو مستقبل مزدهر.



اخترنا لكم