info@assayad.com     +971 2 443 7475     +971 777 55 33
العدد 3907
 - 
الجمعة ٢٦ - أبريل - ٢٠٢٤ 
ABU DHABI
ABU DHABI
الجمعة ٢٦ - أبريل - ٢٠٢٤  /  العدد 3907
الأرشيف
تابعونا على فيس بوك
تابعونا على تويتر
وجهات نظر
بقلم إلهام فريحه حُكْمُ التاريخِ لنْ يرحمَ


عندما كتبنا قبلَ أشهرٍ عن الخوفِ من العودةِ إلى الشارعِ إذا أقفلتْ المساراتُ الاجتماعيةُ والاقتصاديةُ أمامَ الناسِ، يبدو أن أحداً في هذهِ السلطةِ المتعجرفةِ لم ينتبه ولم يُرِد أن يُصغي إلى صوتِ الناس ولا أن يستمع أو يشعرَ بنبضهم.
ها همُ الناسُ ورغمَ كلِّ مخاطرِ كورونا يعودونَ إلى الشارعِ شيئاً فشيئاً تعبيراً عن غضبهم وعن فقرهم وعن شعورهم بالذلِّ لما أوصلتهم إليهِ هذه السلطةُ..
صارَ الشعبُ "يُبدِّي" الرغيفَ على الحجْرِ الصحيِّ خوفاً من انتقالِ العدوى.
استسلمَ الناسُ أمامَ الجائحةِ ونزلوا إلى الشارعِ وكأنهم في انتحارٍ جماعيِّ يطالبونَ بالعملِ والخبزِ والدواءِ والتدفئةِ.
السؤالُ الى أينَ سيذهبُ الناسُ في تحركاتهم؟
أو ربما الأصحُ:
هل يذهبُ الناسُ أبعدَ لدرجةً يشعرُ من يحملُ مرسومَ التكليفِ بجيبهِ أن عليهِ أن يتنازلَ للبلد "لأنو ما في حدا أكبر من بلدو" أو لدرجةٍ أن يقبلَ الرئيس الذي اعتادَ منذُ زمنٍ بعيدٍ على التضحيةِ لدرجةِ النفي.. أن يقبلَ بالتراجعِ خطوةً بما يسهِّلُ ولادةَ حكومةٍ تنقذُ لبنانَ من العزلةِ ومن الحصارِ..
***
إذا كان الرهانُ على دورٍ فرنسيٍ جديدٍ أفليسَ معيباً أن ينتظرَ اللبنانيونَ كلَّ مرةً أحداً يهزُ لهم العصا حتى يتعلّموا؟
أولم تتعلم هذهِ الطبقةُ المتخلّيةُ عن واجباتها من تجاربِ الماضي؟
أولن تتعلّمَ في المستقبلِ من استعمالِ سياساتِ الخارجِ لتحكُمَ في الداخلِ؟
شبعَ اللبنانيونَ رهاناتٍ وشبعُ اللبنانيون مساوماتٍ ومحاصصاتٍ..
***
يريدونَ طبقةً من القادةِ والمسؤولين تعرفُ كيفَ تأخذهم الى المستقبلِ لا أن تُعيدهم إلى مجاهلِ وغزواتِ السنواتِ التي اجتاحَ فيها الفاسدونَ الإداراتِ والمؤسساتِ والوزاراتِ بصفقاتٍ وسمسراتٍ و"زعرناتٍ"..
هل تخيَّلتمْ بلداً يبقى من دونِ تشريعٍ وموازنةٍ وعقدِ نفقاتٍ وضرائبَ وموارد...؟
هل تخيَّلتمْ بلداً من دونِ سياساتٍ صحيةٍ وإنمائيةٍ واستراتيجياتٍ دفاعيةٍ وبيئيةٍ وتربويةٍ وكهربائيةٍ ومائيةٍ؟
***
مَن يُديرُ البلدَ اليومَ..؟ مجلسُ الدفاع الأعلى؟ هل يحقُ لمجلس الدفاعِ الأعلى أن يقرِّرَ للبنانَ في كلِ شيءٍ .
وهل بإمكانهِ ذلكَ، وهل يجبُ ذلك؟
ينتظرُ الناسُ في بيوتهم كالفئرانِ أرانبَ السلطةِ الحاكّمةِ لتخرجهم وتدلَّهم كيفَ يأخذونَ حصصهم التموينيةِ أو بطاقاتهم التمويليةِ.. ينتظرونَ بطاقاتِ التشريجِ الآتيةِ من البنكِ الدولي..
هل هذا هو لبنان سويسرا الشرق؟
هل هذا هو لبنانُ "البلدُ العظيمُ" الذي دمّرناهُ بأيدينا دوراً وكياناً ومستقبلاً..
الويلُ لمنْ أوصلَ الناسَ إلى هنا.
الويلُ لهم من حُكْمِ التاريخِ الذي لنْ يرحمَ..



اخترنا لكم