info@assayad.com     +971 2 443 7475     +971 777 55 33
العدد 3907
 - 
الأحد ٢٨ - أبريل - ٢٠٢٤ 
ABU DHABI
ABU DHABI
الأحد ٢٨ - أبريل - ٢٠٢٤  /  العدد 3907
الأرشيف
تابعونا على فيس بوك
تابعونا على تويتر
أخبار دوليّة
مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي : أمريكا تأخرت في التحرك ضد "كورونا"
"رويترز" : استطلاعات رأي خلال الأزمة : الأميركيون يثقون بـ"فاوتشي" أكثر من ترامب

اشتهر الطبيب الأمريكي أنتوني فاوتشي خلال الفترة الأخيرة، بعدما ظهر مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المؤتمرات الصحفية الخاصة بوباء "كورونا" بصفته مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة.. وأثار جدلاً وانتقادات من قبل الإدارة الأمريكية عندما أقر أنه لو اتخذت الولايات المتحدة مبكراً إجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا لأنقذ ذلك حياة كثيرين.. وبرز دور فاوتشي على مستوى البلاد في قيادة مكافحة الوباء، وناقضت تصريحاته رؤية ترامب وقام بتصحيح للرئيس في أمور علمية خلال الأزمة بما شمل مدى فاعلية عقار هيدروكسي كلوروكين، وهو دواء قديم مستخدم في معالجة الملاريا، في التغلب على الفيروس.

قال الطبيب الأمريكي أنتوني فاوتشي في مقابلة مع شبكة "CNN" أنه لو تم التعامل مع هذه الأزمة منذ البداية وأغلق كل شيء لكانت الأمور مختلفة الآن، مشيراَ إلى أن المطالبات بإجراءات واجهت العديد قوى التثبيط والتي دفعت بعدم اتخاذها، ولم يلق الدكتور فاوتشي اللوم على أحد في عدم اتخاذ أية قرارات تتعلق بالحد من انتشار الفيروس، وهو ما كانت المخاوف من انتشاره تتنامى منذ فبراير الماضي، وأكد أنه لن يستطيع أحد إنكار هذه الحقيقة بأنه لو اتخذت القرارات مسبقاً لاختلفت الأمور حالياً، ولكن مثل هذه القرارات تدخل في مسارات معقدة جداً.. ويرى فاوتشي أن عودة الحياة لطبيعتها في الولايات المتحدة والتخفيف من الإجراءات التي تقضي بالتباعد الاجتماعي لن يتم إلا في يونيو أو يوليو.. بينما أظهرت بعض استطلاعات الرأي خلال الأزمة أن الأميركيين يثقون به أكثر من ترامب، وفق ما نقلت "رويترز".
أخطاء قاتلة
هذه التصريحات جاءت بعد يوم من تقرير نشرته صحيفة" نيويورك تايمز" والذي قدمت فيه سرداً لأخطاء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيث تجاهل تحذيرات مستشاريه من المرض القاتل، وكان الدكتور روبرت كادليك، المسؤول الأعلى في فريق الاستجابة للكوارث في وزارة الصحة قد عرض في 21 فبراير محاكاة كيف أن انتشار هذا المرض يمكن أن يصيب 110 ملايين شخص ويؤدي إلى وفاة 7.7 مليون شخص بينهم، وكانت هناك توصيات للإدارة الأميركية بضرورة فرض إجراءات تقضي بالتباعد الاجتماعي ومسافة الأمان والحد من التجمعات، ولكن لم تتخذ هذه التوجيهات إلا بعد نحو ثلاثة أسابيع.
وقال فاوتشي، في مقابلة "إذا لم يستطع العالم السيطرة على كورونا، فإن هناك فرصة جيدة جداً أن يتحول إلى فيروس موسمي من فعل الطبيعة قريباً، أنا لا آمل في ذلك بالطبع، لكن علينا أن نكون مستعدين".. وأضاف فاوتشي أن الحل يكمن في "أهمية العمل على دفع تطوير لقاح بسرعة ضد الفيروس وإجراء التجارب السريرية بسرعة".
ورفض مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، تحديد موعد محدد لإعادة فتح الاقتصاد، قائلاً إنه ليس هناك نهج "لقالب واحد يناسب الجميع"، وأن المسار سيعتمد على ما إذا كانت هناك حالات تفشي جديدة في مناطق مختلفة بالولايات المتحدة.. وأضاف لشبكة (CNN): "يجب التأكد من أنكم تفعلون شيئاً ما قبل الأوان وبسرعة، وفي نفس الوقت تولّون أهمية للحاجة إلى محاولة العودة إلى الوضع الطبيعي".
هل نفد صبر الرئيس؟
رغم تصرف ذي دلالة سلبية واضحة، اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الإنترنت بحق الدكتور أنتوني فاوتشي، أكبر خبير للأمراض المعدية في البلاد، إلا أن البيت الأبيض نفى لاحقاً عزم ترامب إقالة فاوتشي رغم دعوات عدة.. وأعاد ترامب نشر "وسم" يدعو لإقالة فاوتشي، الذي سبق أن قال إنه كان من الممكن إنقاذ أرواح لو اتخذت البلاد إجراءات العزل العام مبكراً خلال تفشي فيروس كورونا المستجد، كما نشر الرئيس الأميركي رسالة من مرشح جمهوري سابق للكونغرس، استشهد بتصريحات أدلى بها فاوتشي في لقاء تلفزيوني، وقال على تويتر "حان الوقت.. أقيلوا فاوتشي".
وسبق أن أعاد ترامب من قبل نشر تغريدات تنتقد مسؤولين أو خصوماً له بدلاً من أن ينتقدهم بشكل مباشر.. وأثارت إعادة نشر "الوسم" تكهنات بأن صبر ترامب تجاه الخبير الشهير قد بدأ ينفد، وقد يقيله بالفعل.. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض هوغان جيدلي "هذه الثرثرة الإعلامية سخيفة - الرئيس ترامب لن يقيل الدكتور فاوتشي" مضيفاً أن" الدكتور فاوتشي كان ولا يزال مستشاراً موثوقاً فيه للرئيس ترامب".. وقال جيدلي إن إعادة نشر "الوسم" من ترامب كانت موجهة لما اعتبره تقريراً مغلوطاً بشأن قيود السفر التي فرضها، وشملت الصين، حيث نشأ فيروس كورونا المستجد.
وبموازاة ذلك، هاجم ترامب الإعلام وتحديدا تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" عبر حسابه على موقع تويتر، واصفا إياه "بالأخبار الزائفة، تماما مثل الصحيفة (الزائفة)" التي يعتبرها أداة في يد خصومه الديموقراطيين. وغرّد قائلاً: "إذا كان حزب الأخبار المزيفة المعارض يدفع، بكل قوته، بحقيقة أن الرئيس ترامب" تجاهل التحذيرات المبكرة بشأن التهديد"، فلماذا انتقدني الديمقراطيون والإعلام بشدة عندما فرضت حظر سفر على الصين؟ قالوا إنه "مبكر وليس ضرورياً". وسائل إعلام فاسدة".
خبرة عريقة
فاوتشي طبيب وباحث عمل في حقل الأمراض المعدية والأوبئة لمدة 36 عاماً، تعامل مع تفشي الأيدز وسارس، وميرس وإيبولا.. ويعمل فاوتشي الذي يبلغ من العمر 79 عاماً، من 19 إلى 20 ساعة يومياً، ضمن فريق البيت الأبيض لمكافحة فيروس كورونا، بعد تفشي الفيروس في الولايات المتحدة.. زوجة فاوتشي، الممرضة كريستينا غرادي (67 عاماً)، تحدثت عن بعض تفاصيل حياة زوجها لشبكة "CNBC" الأميركية، وقالت: "أحاول أن يحصل على بعض الراحة، ويشرب الماء، ويأكل جيداً، وأن يكون حريصاً على ما يجب أن يوافق عليه، وما عليه رفضه".
ويعرف عن فاوتشي، الذي شغل منصب مدير للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية منذ عام 1984 بالعمل لمدة 16 ساعة، بجانب عادته في العدو لمدة 7 أميال في وقت الغداء، إذ كان عداء ماراثون في السابق.. لكن، بسبب ضغط العمل خلال الأسابيع الأخيرة، اضطر فاوتشي إلى تبديل الجري بفترات قصيرة من المشي السريع.. وكان مراسل موقع "ياهوو نيوز"، ألكساندر نازاريان، قد نقل عن فاوتشي أنه يقوم بالعدو أو المشي لمسافة ثلاثة أميال ونصف خلال الفترة الأخيرة، لانشغاله في ملف مكافحة فيروس كورونا.
وتحكي غرادي أن زوجها فاوتشي حريص على التأكد من تمتعهم بصحة جيدة، في ظل تأديتهم وظائفهم الشاقة، وتضيف: "نحاول الحصول على بعض ساعات النوم، وتناول الطعام بانتظام قدر الإمكان، وغسل اليدين دائماً، وتنظيف الأسطح وأي شيء نلمسه، خاصة عندما نعود من الخارج".. ورغم انشغال الزوجين في العمل خلال الأيام الأخيرة، فإنهما يحاولان قضاء بعض الوقت معا، وتقول غرادي "نحب أن نتشارك تمرينات المشي السريع معاً، وقد نجحنا في المشي معا مرات قليلة".. وفي حديث مع شبكة "CBC"، ، حذر فاوتشي، من تحول فيروس كورونا المستجد، إلى فيروس موسمي بفعل الطبيعة، مؤكداً أن على الناس أن تستعد للأسوأ، وطالب بتسريع إيجاد لقاح ضد الوباء.



اخترنا لكم