info@assayad.com     +971 2 443 7475     +971 777 55 33
العدد 3907
 - 
الخميس ٢٥ - أبريل - ٢٠٢٤ 
ABU DHABI
ABU DHABI
الخميس ٢٥ - أبريل - ٢٠٢٤  /  العدد 3907
الأرشيف
تابعونا على فيس بوك
تابعونا على تويتر
وجهات نظر
بقلم إلهام سعيد فريحه
حولتمونا إلى لاجئينَ...
في وطننا


لو كنّا على أبواب "الأونروا"، لكانت "الإعاشةُ" بأكثر من 200 دولار.. ولو كنّا على أبواب مفوضية اللاجئين، لكانوا رحمونا بجرعةِ ماء، فيما نحن مصلوبون في عزّ الشمس ومتلاصقون في عزّ "الكورونا"...
إخوتُنا الوافدون إلينا من فلسطين وسورية أصابتهم النكبةُ هناك،تآمروا عليهم فهربوا إلينا… وأما نحن فالنكبةُ عندنا من الطبقةِ السياسية الفاسدة ...
***
في البداية، جرّبتم بروفة "الإعاشة بالإذلال" على أبواب المصارف: خُذوا 500 دولار من مدّخراتكم واذهبوا…
تدرَّجت الوقاحة: إليكم 300 ثم 200 ثم 100 دولار …
ثم أُقفِلت الخزائن تماماً: "دبِّروا حالكم. معكن دولارات وما معكن، واللي بيطلع بإيدكن اعملوه"!
ولأن بروفة "الإعاشة بالإذلال" نجحت، نقلوها من المصارف إلى الصيارفة!
***
السؤالُ البسيط هو: لماذا لا تَضخّون دولارات الصرافين من المركزي إلى المودعين مباشرةً، وعبر المصارف، ومن أموالهم الخاصة المحجوزة والمخفية قسراً، و"بلا تربيح جميلة"؟
لماذا لا يأخذها الشعب من مدّخراته،بدل فتح تجارات وسمسرات ومحسوبيات بها؟
وقبل ذلك، هل لنا يا معالي الوزير، أو الوزيرة بــ "الصدفة الموهوبة"، أن نعرف من أين تأتيكم الدولارات عند الحاجة، لتوزيعها على دراساتٍ لا جدوى منها… إلا "تنفيع" هذا و"تشغيل" ذاك؟
***
ما نسمعه خطيرٌ، هل صحيح أنكم وصلتم إلى الخط الأحمر في تغطية رواتب القطاع العام، بطبع المزيد من الليرة اللبنانية وهذا أكبرُ سببٍ لتدني قيمتها؟
وهل صحيحٌ أنكم تفكرون في تغطية الباقي من الفيول والقمح والادوية من أموال المودعين؟
إذا خطر ببالكم ذلك، فاعلموا أن الشعب سيتصدّى وسيعاقبكم كما تعاقبونه، بل أقسى.
***
لا قلبَ عندكم، ولا عيونَ، ولا ضمير…
مرتاحون في عليائكم، بالمال الذي هدرتموهُ وهرّبتموهُ، وتتفنّنونَ بإذلالِ واعاشةِ الشعب .
ومن سخريات الأقدارِ أن تأتي حكومةٌ بشعار استرداد الأموال المنهوبة… ثم تنضرب على رأسها، فيسكتُ أركانها ويرضخون!
ومن سخريات الأقدار أن تكون أموال الشعبِ اللبناني في أيدي حاكمٍ مصرف لبنان، الذي أسكرته أجراس البورصات وأصوات المديح، فضاع وسكتَ.
***
قبل عامين، وثلاثة، وأربعة او عشرة، كان عليك يا سعادة الحاكم أن تقول Stop للسلطة التنفيذية!
مسؤوليةُ أي حاكمٍ للمركزي، في أي بلد، أن يشعلَ الضوء الأحمر. فإذا لم يُستَجب إليه يُشعل الأرض ويضربُ على الطاولةِ أو يستقيلُ..
لكنك يا صاحب السعادة فضّلت السكوت حتى سقط البلد، على رؤوسِ الأوادم… وأما جماعةُ اهل الفساد فقد هرّبوا أموالهم باكراً وما زالوا!
***
هذا الشعبُ اللبنانيُ الأصيلُ الذي طُعِن بكرامتهِ مرّةً واثنتين وثلاثاً سينتفضُ مجدداً ويستردّها.
هذا الشعبُ اللبنانيُ الطيِّبُ هو الذي يستحقُّ هذا الوطن والانتماء إليهِ بشرفٍ…
وأما أنتم، الطبقةُ السياسيةُ الفاسدة ، فالأحرى بكم أن تبحثوا عن هويةٍ أخرى في ضميركم.
لا في لبناننا.



اخترنا لكم