info@assayad.com     +971 2 443 7475     +971 777 55 33
العدد 3907
 - 
الخميس ١٨ - أبريل - ٢٠٢٤ 
ABU DHABI
ABU DHABI
الخميس ١٨ - أبريل - ٢٠٢٤  /  العدد 3907
الأرشيف
تابعونا على فيس بوك
تابعونا على تويتر
انطوان اسكندر ملقيا اشعاره وناشرا الوانه في اهدن أنطوان إسكندر الواحد المتعدد
لبّى عدد واسع من اصدقاء المهندس انطوان اسكندر والمهتمين دعوة بلدية زغرتا-اهدن الى امسية شعرية تبعها معرض فني في مبنى الكبرى الاثري في اهدن، وقد مهّد محسن أ.يمين للامسية بكلمة تناول فيها تعدّد مواهب اسكندر، لافتا الى ان سر جاذبية انطوان تكمن في تعدّد مهاراته، وتشابكها و تلاحمها وانصهارها ، فالمهندس في داخله لا يلغي الشاعر والشاعر لا يحجب الفنان . والفنان لا يدير ظهره للحروف. وقد تلا اسكندر مجموعة مختارة من قصائده بالفصحى والمحكية استوقفت الحاضرين من بينها قصيدته التي فازت بجائزة دار الفن والادب سنة ١٩٧٠ والقصيدة التي القاها في المجمّع الثقافي في ابو ظبي في الذكرى الاولى لوفاة الشاعر نزار قباني عام ٢٠٠٠.
وبعد انتهاء الامسية جال الحاضرون على المعرض الفني في الطابق الارضي حيث عرض اسكندر ٣٥ عملا من اعماله التشكيلية الموزعة ما بين هيئات بشرية وطبيعة ولوحات حروفية ادرج ضمن اطارها زيتية موجهة لتكريم الفنان بول غيراغوسيان.


ومن الشعر ما قد يكون وينثر كقطرات الندى. وأيلول طرفه بالندى مبلول.
حسناً فعل المهندس أنطوان إسكندر بتوافقه وبلدية زغرتا إهدن على تحديد موعد هذا اللقاء في أيلول، مبتعداً عن الزحمة التي طغت على روزنامة شهر آب الفائت، زحمة أشبه ما تكون بتحاشر الركّاب في سيّارة "أبو سعدى"، أيّام الشتاء، حين يخفّ عدد سيّارات الأجرة العاملة على خطّ إهدن زغرتا، وتضيق الخيارات أمام المضطرين للتنقّل من صوبٍ إلى آخر.

وإذا كنت على موعدٍ مع أنطوان إسكندر، لسبب أم لآخر، أم جمعتكما المصادفة فأنت على موعد أكيد مع الشعر يطلع عليك من الدواوين، طلوع القهوة من الفناجين، موزّعاً على العصور والبلدان، توزّع شعاعات الشمس على المكان. فهذا المهندس المعماريّ الذي زرعه توقه للعيش الكريم وطموحه للرخاء الإقتصاديّ، أولاً في بيروت عام 1981 من خلال مكتبه للإستشارات الهندسيّة، ثمّ في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وتحديداً في أبو ظبي عام 1986 ، يختزن تحت جلده من قصائد الشعراء، قُدامى وجُدُداً، ما تختزنه عروق الجدل من مياه جوفيّة. وهذا المحدّث الآسر يُستطاب سماعه كلّما طعّم سياق أحاديثه بما سبق وفاضت به قرائح الشعراء اللاّمعين. وإذا حدث وطالت مجالستك له إزداد منسوب الشعر المتدفّق على لسانه من ميازيب ذاكرته على نحوٍ يغمر معه غواة الشعر، واللاّمبالين، على السواء. فإذا بأبو تمّام يصافح الأخطل الصغير وبالمتنبّي يحيّي سعيد عقل، وإذا بصوت المعرّي في تساؤلاته الوجوديّة يعانق صوت أبو ماضي في لاأدريّاته. وعمر بن أبي ربيعة يصفّق لنزار قبّاني. وإذا نخيل العراق والخليج، يلوّح لأرز لبنان. وزيتون فلسطين يرسل الحمام إلى لزّاب أعالينا. ومياه النيل تفيض من القرائح على الطاولة التي أمامك، ومياه العاصي تروي ورق سامعيه في الإمارات. ولا ينفضّ لكما مجلس دون أن يُتحِفك أنطوان ببعض ما فاضت به قريحته هو، أو بما يسحبه من رصيده الشعريّ المتراكم، بعد طول سحب من ميراث العرب.
من أعمق ما يمكن أن تصل إليه جذور الزرع في باطن الأرض يأتي هذا المهندس الشاعر، رواية الشعر، ومن أعلى ما يمكن أن يبلغه في أعلى السماء الغيم الذي يسقي الزرع، يأتي، من أغاني الحصّادين والرعيان. وهدير المياه في الوديان. من هبوب الرياح فوق الجبال، وسكينة الأديرة التي عند السفوح. من صليل السيوف في المرويّات، وطواعية المنابر لقوافي المجلّين، وبلاغة المفوّهين.
فهذا الممتدّ القامة كشجرة حور من أشجار إهدن هو قامة بظلالٍ كثيرةٍ، لتعدّد ما يمتلكه من مواهب. فكما عُرف عن مصطفى فرّوخ، ويوسف الحويّك، وحليم جرداق، وسمير الصايغ جمعهم لموهبَتَي الكتابة والرسم، هكذا عرف عن أنطوان. يطاوعه القلم بالمقدار عَيْنِه الذي تطاوعه فيه الريشة. وهذا التساوي في المطاوعة جعل مزيجاً غنيّاً يجري في إهابه، مزيجاً من الألوان والحبر والنشوة بالجمال والإبداع الذي لا يبلغ أكمل تجلّياته إلاّ في إجتماعها معاً، وفي نسجها لخصوصيّته. ولا يحاولنّ أحدٌ منكم أن يغلّب جانباً إبداعيّاً في شخصه على الآخر، فيقول بغلبة القلم، أو العكس بغلبة الريشة. فسرّ جاذبيّة أنطوان تكمن في تعدّد مهاراته، وتشابكها، وتلاحمها، وإنصهارها. فالمهندس في داخله لا يُلغي الشاعر. والشاعر لا يحجب الفنّان. والفنّان لا يدير ظهره للحروفيّ.
في مطلع الستّينيّات كانت الدنيا تضجّ بالأفكار، وبالقلق، عندما راح يبحث عن مكانةٍ تحت الشمس، فهتفت حنجرته بالشعر، وفاضت أصابعه بالألوان، فإسترعى الإنتباه بموحيّاته تنادي واحدة منها الأخرى. وخشبة مسرح حمينا في مهرجانات إهدن السيّاحيّة، والمعارض النشكيليّة الجماعيّة المندرجة ضمن إطارها التي كانت تقام في مبنى البلديّة المجاور، وأمسياته الشعريّة المشتركة مع صديقنا الراحل القائمقام أنطوان القوّال، وتلوينهما بخيالهما لإعلانات سينما البايو، وتقديمه للمؤرّخ جواد بولس في أوتيل بالاس، ساقت البرهان بعد البرهان، على أنّ الرجل فتح الله عليه بأكثر من نعمةٍ، ليس دخوله ملكوت الشعر، سوى واحدةٍ من مظاهرها. نعمٌ تناثرت في مجرى حياته تناثر الحروف في لوحاته.
حتى إذا أطلّ العام 1970، وأطلقت "دار الفنّ والأدب" لجانين ربير مسابقةً لكتابة أفضل قصيدةٍ عن الربيع، إعتبرت القصيدة التي تقدّم بها أجمل قصائد المسابقة، ومنح جائزة الدار.
وإذا كان الشعر كما قال الشاعر محمود درويش موهبةً، ثمّ مِراساً، وثقافةً، فأنطوان آثره، منذ بداياته، كلاسيكيّاً. يكتب مراعياً التفعيلة القديمة، إنّما بأسلوب جديد، لا يٌجافي العصر بمضامينه، مُراقباً نموّه ليكون أبهى صياغةً، باذلاً تعباً جميلاً من أجل عبارته النقيّة، وأبياته المترسّخة في الأصول.
والمهمّ، في أيّ حال، أن يكون الشعر زلزالاً يركض تحت سطح الجلد كما كتب نزار قبّاني. وشعر أنطوان بالذات قد شرب ماء الحزن والخوف، لما مَرَرْنا به من ظروفٍ، دون أن يتخلّى عن شمخة التاريخ المجيد، ولا عن نفخة الصدر بالعنفوان، ولا عن شعلة التمرّد على الموروث، والسائد.
وإذ يطلّ علينا الآن من طابقي مبنى الكبرى فلأنّه إرتاح من عناء العمل، ولأن لوحاته تتنادى، وتلتمّ، والقصائد التي إختلجت على ألواح صدره، تتواثب في بطون دفاتره. كما إرتاح من عناء العيش على ظهر غيمةٍ مسافرةٍ بين إلهنا والهناك، وإن كان دارى حنينه إلى الإبداع الأدبيّ والفنيّ بمساهمته في أنشطة إتّحاد الكتاب في أبو ظبي، في المركز الثقافيّ، وأخصّها بحثه الذي جاء تحت عنوان "الشعر المهجريّ أندلس أخرى في الذاكرة". "وبحثٌ آخر" المسيحيّون العرب في الحضارة العربيّة والإسلاميّة، ووقفته بخشوعٍ في ذكرى نزار قباني، سنة بعد رحيله (عام 1999).
أمّا حنينه لإهدن الذي أطلق من أجله على مكتبه الهندسيّ تسمية "الميدان" لترافقه في كلّ يومٍ من أيّام عمله المضنيّ، فقد داواه بالرسم والكتابة. وهو الممتلىء بألوان فصولها حتى أطراف أصابعه، المختلس اللحظات لملاقاتها جوّاته، والمقتنص الفرص لتفقّد الأحبّة فيها الذين برع في رسم بورتريهاتهم، وللمشي على دروب طفولته مالئاً رئتيه من هوائها، وبخاصّةٍ هواء "بقوفا". وقد عجبت عندما دعاني قبل نحو عشرة أعوام، إلى الشقّة التي كان يقطن وعائلته فيها، في محلّة "الوطا" في إهدن، من هذا البقوفاوي، رزقاً وهوىً، تفّاحاً وقصائد، كيف يمتلك القدرة على الإبتعاد عنها، ولو ضمن خراج إهدن. إلى أن بدأ منذ سنواتٍ ثمانٍ يصحّح الوضع ببنائه بيتاً جميلاً، وفسيحاً، في "بقوفا"، على مشارف الوادي المقدّس، وعند مفارش "الغطيطة".
إهدنيّ أنطوان إسكندر باللّحم والعظم والدمّ، بالشمس والضباب والقمر، بالعنب والتفّاح والجوز، بالكرز والماء والهواء، وبالنخوة الجبليّة ودقّات الأجراس. وكلّ الأعوام التي إنصرف خلالها إلى العمل في الخليج لم تحلّ دون تغلغل ملامح إهدن المشعّة في وجدانه، فإستبقاها فيه، ونشرها مع كلّ لون فلشه، وكلّ سطرٍ خطّه، وكلّ حرفٍ نثره في قلب لوحة، رافلاً بالنور، حافلاً بالأمل.



إرادة الفتاح فى إختيار عبد الفتاح إنفستكورب تستحوذ على مجموعة "سانوس" الدانماركية المتخصصة في التجارب السريرية تأسست في دبي عام 1997 أزياء " Fácil Blanco " تفتتح بوتيكاً في "برج العرب" الخارجية الفرنسية: مستعدون لمواكبة الجهود اللبنانية بالتعاون مع شركائنا لتحقيق التنمية في لبنان "إيدج" الشريك الاستراتيجي لـ "آيدكس" و "نافدكس" 2021 أدنوك تستقطب 19 مليار دولار في 3 سنوات اتحاد الجامعات العربية : 100 مليون شاب عربي يعانون البطالة البنك الدولي: 27% من الشباب بين سن 15 - 24 عاماً دون عمل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد إحراق مخيم لاجئين سوريين شمالي لبنان سوريا تدعو القضاء والأجهزة اللبنانية لتحمل مسؤولياتها لأول مرة في التاريخ .. العد التنازلي لإطلاق "مسبار الأمل" باللغة العربية وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" : الإمارات أبهرتنا محمد بن زايد: في "يوم زايد للعمل الإنساني" نجدد العهد بالسير على طريقه الإعلامي السعودي ممدوح المهيني مديراً عاماً لـ"العربية" و"الحدث" المهندس محمد سيف الأفخم رئيس الهيئة الدولية للمسرح يشارك في مؤتمر عالمي بعنوان " الطريق إلى التعافي " من تبعات كورونا
اخترنا لكم